كان خوفها هو المنبر الذي تطل منه على الحياة .. النافذة
الوحيدة التي ترى من خلالها آشعة الشمس البعيدة .. الكلمة التي تحول بينها وبين
بياض الأوراق , الشبح الذي يستيقظ دائما فى أحلامها ويمنعها من استكمالها .
شبح رغم بشاعته لم تفزع منه أو تهرب .. على العكس , كانت
تهوى تدليلة .. وتتفنن في تجميلة .. تطلق علية كل مرة لقب مختلف .. مرة تسميه تعقل
, وأخرى تمهل , وثالثه تعتبرة حذر !
فما زادة الدلال الا غرورا .. وما أكسبتة الألقاب
الجميلة الا قبحا .
فى هذا الحين كان قلبها المسكين يأن داخل أسوراه
الحديدية الصدئة , يبكي وحدته وعزلته .. ينتفض .. يصرخ ولا تستمع .. يرجوها ولا
تستجيب !
ظل يصرخ ويصرخ حتي شق صوتة صمت الفضاء .. ووصلت ندائاته
المستغيثه آذان الحب .
أنصت الحب لصوت القلب المجروح .. فأتاه مهرولا يرشدة
الجنون !
وكان الحب حقيقيا .. فلم يصمد خوفها امامه طويلا .. وكانت
شمسه دافئة وقريبه .. فأذابت جليد روحها !
فتح الحب عيون القلب .. وأغمض الجنون عيون الخوف
فأستيقظت هي لأول مرة على حلم تستطيع استكماله !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق